Skip to content

خالد يسلم

hue,man

في يوم من الايام..تلقفني احدهم برأيه الكريم..و اخبرني ان كتاباتي و افكاري..تذكره بولد الشوارع..

و بالطبع عندما يقول ولد شوارع..فهو لا يقصد ان شوارعنا و ازقتنا تمارس عملية الجماع امام اعين المارة و تحت اعمدة الانارة..

لكنه كناية عن اسلوب وطريقتي في الحديث و الكتابة..

و عندما خلع علي هذا اللقب..وقلدت هذا النيشان..شعرت بسعادة حقيقة..سعادة ممزوجة بالزهو و الفخر..
فما اجمل ان يصبح فكري..ومشاهداتي..و تساؤلاتي..هي من الشارع..
من مدرسة الواقع..
ولا اكون من اهل الابراج العاجية..انظر إلى البشر من عليائي..فانتقد و احلل..لأقدم مقترحات خيالية..بصيغة قصيدة محلية..يغنيها مغنوا الطبقة المخملية !!
فأكون نسخة مكررة لماري انطوانيت..عندما طلبت من شعبها ان يأكل الجاتوه..

لسوء الحظ العديد من كتابنا و مثقفينا و شيوخنا..اصبحوا من دعاة الجاتوه ..

ونسوا رجل الشارع..
رجل الشارع الذي احتار في سكنه..و معاشه التقاعدي..
و طبقت منحة ارضه.. “في الغالب” من قبل احد جيرانكم بالطبقة البرجوازية..
رجل الشارع..
اللذي تعاني ابنته من حالة عنوسة مفروضة عليها من قبل القبيلة و العادة..
رجل الشارع..الذي يستيقظ و هو يسعل..يعاني من تلوث مدينتنا..ليصلي الفجر و لحيته تقطر ماء..
و لا يجد موعد في مستشفى حكومي إلا بعد اشهر..
رجل الشارع..الذي يهرع كل سنة لتسجيل ابنته بالجامعة..ويذهب كل يوم و لمدة اسبوعين.. في شهر رمضان..ينتظر استلام بطاقة الجامعة من مكتب البريد..الكائن في حي السليمانية..
رجل الشارع الذي يصطف في طابور طويل..ليجد وايت ينقل له بعض الماء..
نعم لقد قابلتهم..ورأيتهم..في الشارع..و المحاكم..و الدوائر الحكومية..
واللذي اشك ان احد قاطني طبقتكم الكريمة قد زارها…حتى لو من باب التواضع !!
ان اكون ولد شوارع..خير لي من ان اكون سارق و متملق..من الدرجة البرجوازية..

فأن غابت عني المصطلحات المعقدة..و الجمل المزركشة..و البروتوكولات الملفقة..
و كان اسلوب حديثي..و فرط لساني..و صراحة تعبيري ..قد ازعج معاليكم..
فسامحوني..فأنا في النهاية..

ولد شوارع..

2 : 41 am
12 – 10 – 09

الوسوم: